[frame="13 10"][b][font="times new roman"][size="5"][CENTER]لعل من أعظم الأعمال التي يستوجب بها العبد محبة الله الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ولذلك فالإمام أبو العزائم رضي الله عنه وأرضاه وكان قطب أهل الإلهام، وإلهامه كان صرفاً وليس بمزج ، علوم الإلهام لها خاصية فعندما يسمعها الإنسان يسجلها على الفور ، لا يحتاج لمسجل، فمن تقسيماته اللطيفة للصلاة على حضرة النبي فيقول رضي الله عنه وأرضاه "إن الصلوات الموجودة على الساحة كلها قديماً وحديثاً على حضرة النبي صلَّى الله عليه و سلَّم ثلاثة أنواع :-
صلاة عددية وصلاة مددية وصلاة عينية أو شهودية
فالصلاة العددية وهي التي فيها عدد وأكبر كتاب فيها هو كتاب دلائل الخيرات للشيخ الجزولى رضي الله عنه وأرضاه ، وكان فحلاً من الفحول ، وسر اشتغاله بالصلاة على رسول الله كانت بنتا ، فقد كان عطشانا وذهب ليشرب من بئر في بلاد المغرب ، ولم يستطع أن يشرب لبعد الماء عن متناول يده وكان هذا البئر بجوار قصر ، وإذا بهذه البنت تطل من شرفة في القصر وتنظر إلى الماء فيرتفع الماء حتى تشرب بشفتيها ، وليس بكوب أو غيره فنظر إليها مدهوشاً ومتعجباً ، وسألها كيف وصلت إلى ذلك؟ فقالت: بالصلاة على حضرة النبي صلى الله عليه وسلم
فاشتغل الشيخ الجزولى من فوره بالصلاة على حضرة النبي ، ومن شدة اشتغاله بها جعل لنفسه ورد يومي ، وكل يوم غير اليوم الآخر ، وورد اسبوعي ثم سجلها في كتاب اسمه دلائل الخيرات ، هذا الرجل ولشدة انشغاله بالصلاة على حضرة النبي صلى الله عليه وسلم بعد موته جاء لبعض أهله وطلب نقله إلى مكان آخر في مدينة فاس ببلاد المغرب وكان ذلك بعد موته بثلاثة وثمانين سنة ، فحفروا قبره فوجدوه على هيئته وحالته وكفنه كما هو وجسمه كما هو والعطر يفوح من هذا القبر ، فعلموا أن ذلك ببركة الصلاة على رسول اله صلى الله عليه وسلم واشتهرت دلائل الخيرات
وأي عمل يشتهر يا أحباب يكون دليلاً على صدق صاحبه وإخلاصه ، فمثلاً المذاهب الفقهية كانت أكثر من ثلاثين مذهباً ، فلماذا اشتهرت المذاهب الأربعة لأبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد؟ لصدقهم وإخلاصهم لله وهكذا الأمر ، فقد اشتهرت دلائل الخيرات لإخلاص هذا الرجل وصدقه مع الله ومع ذلك فإن دلائل الخيرات كمثال هي التي فيها : اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد عدد ذرات الرمال وقطرات البحار وأوراق الأشجار وكلها مبنية على العدد ، وهذه الصلاة العددية هل يعطينا الله ثوابها على حسب هذه الأعداد؟
كلا ، بل يعطيك ثواب صلاة واحدة ، وكأنك صليت مرة واحدة على حضرة النبي ، وهذه تسمى الصلاة العددية لأنها مبنية كلها على العدد ، وقد جاءت نتيجة الفكر ، فقد أُخذ الرجل برسول الله وأراد أن يصلي عليه فأخذ يفكر ثم جاء بهذه الصيغ ، فمرة يذكر الأشجار وأخرى يذكر البحار وثالثة يذكر الأطيار وهكذا هذه صلوات عددية ، ما اسمها؟ "دلائل الخيرات" أي تدل على الخيرات
فجاء الإمام أبو العزائم وقال إن ما ألهمني الله به من صلوات لا تدل فقط ولكن تعطيك الخيرات على الفور ولذلك اسماها "نيل الخيرات" ونال يعني حصل أو أخذ ، مثلاً فلان نال جائزة الدولة التقديرية يعني أخذها
أما الصلوات المددية :
فهي التي يمد بها سيدنا رسول الله الصالحين ، فقد كان يمد كل رجل من الصالحين فمنهم من يمده بصيغة ، ومنهم من يمده بصيغتين ومنهم من يمده بأكثر وكلها نفحات ولذلك تجد أن كل واحد من الصالحين له صيغة مشهورة
وقد جمع هذه الصيغ في عصرنا رجل من الصالحين هو الشيخ يوسف النبهاني رضوان الله عليه ، وهذا الرجل معاصر في القرن العشرين وكان قاضي محكمة في بيروت وقد وظفه الله في جمع هذه الصلوات في كتاب كبير حوالي سبعمائة صفحة اسمه سعادة الدارين في الصلاة على سيد الكونين ، وقد أتى في هذا الكتاب بكل الصيغ الواردة عن الصالحين، من أول سيدنا الإمام علي حتى يومنا هذا، مثلاً " اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد قدر حبك فيه وبجاهه عندك فرج عنا ما نحن فيه، إلهي لا أسألك رد القضاء بل أسألك اللطف فيه"
" اللهم صلِّ على من منه انشقت الأسرار وانفلقت الأنوار" وهذه الصيغة يسمونها الوسيلة ويقرءونها صباحاً ومساء مع بعض الآيات القرآنية والأذكار ، وصلوات العارفين صلوات بها روح لأنها إلهام من سيدنا رسول الله ، ونستطيع أن نسميها صلوات إلهامية أو صلوات مددية لأن سيدنا رسول الله هو الذي أمدهم بها
أما الصلوات الشهودية العينية فهي صلوات في مواجهة الحبيب الأعظم صلى الله عليه [/