المساهمات في هذا الباب لاتعبر بالضرورة عن رأي المركز
الهاتف المحمول بين النعمة والنقمة ... بقلم : جيهان علي مساهمات القراء
يعتبر الهاتف المحمول من اهم وسائل العصر التي بات الانسان لا يستطيع الاستغاء عنها بل هو اكثر الوسائل ارتباطا بالانسان واكثرها استعمالا وقد انتشر بشكل واسع جدا بين جميع افراد المجتمع بكافة طبقاته و شرائحه ولا يخفى علينا مدى الفائدة التي حققها لنا هذا الهاتف الصغير الذي اصبح رفيق الانسان اينما حل ورحل من توفير للوقت والجهد.
لكن في المقابل نرى بان الهاتف المحمول اضافة الى فوائده الجمة الا ان له ايضا العديد من المساوئ و التي ظهرت جلية في مجتمعنا فقد تم استخدامه بشكل خاطئ من قبل بعض مستخدميه:
فمن ناحية اصبح اداة لتطفل بعض الشباب على الفتيات حيث يقومون بتصويرهن في الشوارع والمطاعم والمدارس وكل مكان ممكن وكان الذي صورهن قد حقق سبقا و انجازا عظيما فيرسل الصور الى اصدقائه ولا يتوانى احيانا عن نشر تلك الصور على شبكة الانترنت دون رادع اخلاقي ودون ادنى شعور بالخجل من ذلك الفعل الشنيع المشين ودون ان نهتدي لطريقة لردع هؤلاء المتسكعين وثنيهم عن العبث بمشاعر وخصوصيات الناس فهل يرضى هؤلاء المتطفلون ان تصبح صورهم او صور من يهتمون لامرهم لعبة للتسلية يتداولها الناس فيما بينهم ليسترق كل منهم نظرة ويدلي بكلمة, بل و هناك ما هو اخطر من ذلك حين تلتقط هواتفهم النقالة صورا ويحاولون فيما بعد فبركتها وانزالها على مقاطع وصور فاضحة فأين الاخلاق واين الدين واين النخوة وسمو النفس لا بل انهم تحولوا الى وحوش تقتنص الفرصة لالتقاط صورة هنا او هناك ولا يردعهم في ذلك خوف ولا وجل لان مرتكب هذا الفعل يستطيع نشر الصور وارسالهاالى عدد هائل من البشر سواء عبر الهاتف او شبكة الانترنت دون ان يعرف المصدر (وان كان بالامكان ايجاد المصدر ولكن هذا يكلف الكثير من الجهد والوقت والمال لملاحقة الاعداد المتزايدة من المتطفلين)وهنا تكمن المصيبة.
اما عن الحلول لاجتثاث هذه الظاهرة السخيفة التي باتت تتسع دائرتها بشكل مخيف والتي تدل على مدى انحدار الكثير من الشباب في مجتمعنا نحو هاوية الانغماس في كل ما هو دوني ووضيع ولتطويق هذه الظاهرة لابد ان لا يسكت المتضرر منها عن حقه وان تتم ملاحقة هؤلاء المتطفلين قضائيا حتى يكونوا عبرة لغيرهم وان توضع قوانين صارمة تجرم مرتكبي هكذا افعال وان يتم وضع كاميرات في مقاهي الانترنت لمزيد من المتابعة لمستخدمي الانترنت ولمزيد من الامان.
ومن ناحية اخرى نرى بان الهاتف المحمول اصبح وسيلة سهلة ساعدت الفتيات على الانخراط في علاقات كثيرة منها السوية وغير السوية فلم تعد هناك عوائق تمنع الفتاة وتحول بينها وبين اقامة العديد من الصداقات القائمة على اسس هشة هدفها التسلية واضاعة الوقت,فالهاتف يرافق الفتاة طوال الوقت ولا يستطيع الاهل متابعتها على مدار الساعة وذلك امن لها قدرا كبيرا من السرية والحرية في التحدث متى وكيفما شاءت دون رقيب او حسيب وانا اذ اقول هذا الكلام فانا لا اقصد به التعدي على حرية الفتيات ولكن من حق الاهل ان يخافوا على بناتهم من شرور الزمن ورفاق السوء ومن ذئاب تريد الاجهاز على فريسة باي طريقة ووسيلة.
اما عن الحلول لهذه المشكلة فبراي لابد من الحوار الصريح والدائم مع الاولاد لكسب ثقتهم واعطائهم مساحة من الحرية مع متابعتهم عن بعد ومحاسبتهم ان هم اخطاؤوا وبث شعور المسؤولية فيهم كي يشعروا بانهم محل ثقة الاهل وان عليهم الا يخونوا الثقة التي منحوها,وعلى الاهل دائما ارشاد اولادهم الى طريق الصواب باسلوب عقلاني واقامة علاقة صداقة معهم حتى يصبح الاهل من خلالها ملاذا امنا يلجا اليه الاولاد وقت الحاجة وبالتالي سيكون الاهل على اطلاع ودراية بتفاصيل حياة اولادهم وهذا سيحقق الراحة للاهل والاولاد عل حد سواء
اميروووو